كتاب: بدو البدو

من أجمل ما قرأت مؤخراً كتاب بعنوان \”بدو البدو\”، وهو عبارة عن بحث ميداني قام به الأنثروبولوجي دونالد كول عن فرع العذبة من قبيلة آل مرة، والذين كانت ديارهم تقع في منطقة نائية في وسط الربع الخالي، وبسبب عزلتهم الشديدة عن التجمعات البشرية الأخرى وصفهم الباحث بأنهم (بدو البدو).

قدم كول إلى المملكة في ١٩٦٨ وعاش في وسط القبيلة لمدة ١٨ شهر متواصلة، ووثق في دراسته تفاصيل حياتهم الاجتماعية والشخصية والعائلية وعلاقتهم بالقبائل والمدن الأخرى وحياتهم الدينية، وعن صداقته الوثيقة بمرافقيه \”حران والكربي\”، وعن معيشتهم التي تتمحور حول عنصرين، الإبل والماء.

لابد وأن يتساءل القارئ وهو يتمعن في تفاصيل الحياة القاسية التي عاش فيها هؤلاء البدو عن الكيفية التي استطاعوا فيها الاستمرار في العيش في الربع الخالي، ولابد وأن يتساءل عن سبب تعلقهم ببيئتهم وعشقهم لها وبغضهم لحياة المدينة حينذاك وتفضيلهم العيش في البادية بكل ظروفها الصعبة عليها، والباحث نفسه ووقع في عشق البادية وألف العديد من الأبحاث بعد ذلك عنها واعتنق الإسلام لاحقا. 

‏ولكن الكتاب مليء بالتفاصيل التي تجعل القارئ يدرك الأسباب، وأولها العادات التي تشكلت على مدار القرون والتي مكنت البدوي في الربع الخالي من التكييف النفسي أولا مع الظروف الصعبة للبادية.

✍️ بقلم:

سالم باعارمة

أحدث التدوينات

30 يونيو 2024

Scroll to Top