مقطوعة Miserere mei Deus هي تراتيل مسيحية ألفها الموسيقي الإيطالي غريغوريو أليغري Gregorio Allegri في حوالي 1630م، ومن شدة إعجاب البابا في ذلك الوقت بها منع تأديتها خارج كنيسة سيستين الشهيرة في روما، فتخيل روعة الإحساس وأنت تسمع هذه اللحن والأداء البديع وتشاهد رسومات مايكلانجلو المذهلة في أسقف الكنيسة.
ظلت هذه المقطوعة تؤدى بشكل حصري في كنيسة سيستين حتى استطاع موتزارت في إحدى زياراته لها في حوالي 1770 من أن يدون النوتة الموسيقية لللحن فانتشرت من بعدها.
تمثل هذه المقطوعة مثال مميز لأسلوب البوليفوني Polyphony الموسيقي والذي يتميز باحتوائه أكثر من لحن ورتم يؤدون بشكل متوازي ليشكلوا مقطوعة موسيقية متجانسة، حيث تصل مستوى التداخل اللحن في هذه المقطوعة في ذروتها في نهاية المقطوعة إلى 9 أصوات مختلفة.
ويحمل هذا الأسلوب بذرة الموسيقى الأوركسترالية التي تطورت بعدما خرجت الموسيقى فيها من الإطار الديني على أيدي الموسيقيين الكلاسيكيين العظماء في أوربا في القرنين السابع عشر والثامن عشر وما تلاهما.