عظمة الخالق وتواضع المخلوق في العمارة الأوروبية

يشير المفكر ومؤرخ الفنون البريطاني الراحل كينيث كلارك في برنامجه الوثائقي البديع (حضارة) إلى التباين ما بين نمطين معماريين تاريخيين في أوروبا، الأول هو النمط القوطي الذي كان سائداً في الفترة المتأخرة من القرون الوسطى، من القرن الثالث عشر وحتى الخامس عشر الميلادي تقريباً، وتمثل في الكاثدرائيات والكنائس الضخمة التي بنيت في تلك الفترة، أما النمط الثاني فهو النمط المعماري الذي نشأ في إيطاليا أبان عصر النهضة وذلك في بداية القرن الخامس عشر الميلادي.

ويكمن التباين في كون النمط القوطي يتميز بالفخامة والضخامة والتعقيد والذي يعبر عن عظمة الخالق، ويبعث شعوراً بالرهبة التي يجب أن يشعر بها المتعبد داخل دار العبادة، وهو كذلك يعكس التصور الديني الذي يرى بأن القوانين الهندسية والرياضية ماهي إلا جزء من السنن الكونية التي وضعها الله تعالى لتنظيم الكون.

في المقابل فإن نمط عصر النهضة الإيطالية يحمل تصورات مختلفة تماماً، فهو يعبر عن الإنسان، ويمثل تواضع المخلوق مقارنة بعظمة الخالق الذي كان تعبر عنه الكاثدرائيات القوطية. لذلك نراه يتصف بالبساطة والوضوح والأناقة والتناغم المبني على القوانين المنطقية للعقل البشري.


:كاثدرائية شارتر في فرنسا نموذج لعظمة العمارة الدينية القوطية

في المقابل يعبر القصر المركزي في قرية أوربينو الإيطالية عن رونق عمارة عصر النهضة:

القصر من الخارج
القصر من الداخل

 

 

✍️ بقلم:

سالم باعارمة

أحدث التدوينات

30 يونيو 2024

Scroll to Top