شذرات

عدت للقهوة موخراً وبالتحديد في ٢٢ نوفمبر بعد أن امتنعت عن الكافيين تماماً لمدة شهر و١٠ أيام.

كانت تجربة مفيدة أردت أن أعرف من خلالها أثر الامتناع عن الكافيين على حياتي بشكل عام. الفائدة الأكبر تمثلت في متعة عدم الاحتياج لجرعة الكافيين الصباحية لكي يستقيم المزاج ويحل النشاط، فقد كنت قداراً على بدأ يومي مباشرة عند الاستيقاظ من النوم. وكذاك وجدت تحسن في جودة النوم وعمقه. غير هذا لم أجد أي تغيير في التركيز أو المزاج أو الحالة الذهنية.

ويبدو أن الأثر الإيجابي الذي لاحظته في الأسبوع كان أثراً نفسياً لا غير.

 

فنجان الإسبريسو الأول بعد الانقطاع.

أكمل اليوم يومي السابع بلا كافيين، وهي المرة الأولى التي انقطع فيها عن الكافيين تماماً منذ بدأت في شرب القهوة بشكل يومي قبل ٢١ سنة. سعيد لأني تجاوزت اليومين الثاني والثالث اللذان كان الصداع والتعب الذهني فيهما شديداً للغاية، إلّا أن الأمر بدأ في التحسن تدريجياً بعد ذلك.

بداية من الأمس بدأت أشعر بشعور جيد، غابت الضبابية في الذهن التي كنت أعاني منها كثيراً مؤخراً وشعرت بطاقة مستدامة طوال اليوم. والأجمل من ذلك هو شعور عدم الحاجة إلى شرب القهوة صباحاً لبدء اليوم وما يصاحبه من تعكر في المزاج وتوتر.

من الأمور الغريبة هو الشعور بآلام شديدة في عضلات الظهر والحوض وبعد البحث في النت اكتشفت أنه أمر شائع عند قطع الكافيين، ولكن الألم خف بعد أخذ المسكن في اليوم الخامس.

شعور الصفاء الذهني الذي أشعر به الآن لا يقدر بثمن، خصوصاً بعدما زادت مشكلة ضبابية الذهن في الأشهر الأخيرة.

 

أحببت أعمال الموسيقي الياباني ريوشي ساكاموتو بسبب فيلم The Revenant وهو فيلم بالإضافة إلى موسيقاه التي تتغلغل في الوجدان يمثل تحفة بصرية في تصويره السينمائي البديع، ويحمل معنى فلسفي عميق في تناوله لفكرة الشر والغريزة والطبيعة.

 

وقد ذكر مخرج الفيلم أليخاندرو إنياريتو بأنه اختار ساكامتو على وجه الخصوص لتأليف الموسيقى التصويرية للفيلم بسبب قدرته على استلهام النغمات والألحان من الطبيعة، ولعل هذا ما يفسر عذوبة موسيقى ساكاموتو وسلاستها كأنك تتداعى بهدوء في نهر متدفق لا بداية له ولا نهاية.

 

الروابط

كان من دواعي سروري بأن أتشرف بمحاورة الدكتور سعد البازعي في حفل نادي اقرأ وفكر بمناسبة عقد النادي لـ200 لقاء على مدى 5 سنوات، وذلك في يوم الجمعة الثامن من شهر جمادى الآخر 1442 الموافق الثاني والعشرين من شهر يناير2021.

لم أتخيل بأني سأجلس في يوم ما على الطرف الآخر من الطاولة للحديث مثقف كبير مثل الدكتور سعد اعتدت على قراءة مقالاته ومشاهدته في التلفاز وممن أحسبهم من القامات التي تفصلني عنهم مسافة كبيرة، أدين بالفضل في ذلك للدكتور أولاً لقبوله الدعوة وتفضّله بالحضور، ولإدارة النادي لتنظيمها للحدث الثقافي الرائع والذي لاقى إعجاب واستحسان الدكتور والحضور كثيراً.

تحدث الدكتور عن موضوع المفاهيم وكيف تنتقل من ثقافة لأخرى، وكيف تتأثر الدلالات التي تحملها هذه المفاهيم في عملية الانتقال بشكل قد يشوهها أو يكيفها بشكل صحي في بيئتها الجديدة. كذلك تناول الدكتور بشكل سريع عوامل انتقال المفاهيم ومنها التفوق الثقافي الذي يجعل الشعوب ذات القوة الحضارية الأكبر قادرة على نشر مفاهيمها بشكل أوسع وبتأثير أقوى من الحضارات الأقل قوة.

ولم ندرك إلا وقد داهمنا الوقت واضطررنا لإنهاء اللقاء ونحن لم نرتوي بما يكفي من المعين الفكري والثقافي للدكتور سعد والذي وعدنا بعقد لقاء آخر نرتقبه بشدة قريبا بإذن الله.

 
Scroll to Top