رحلة قصيرة إلى أمستردام وبركوسل – اليوم الثاني 2

تكملة – ٥ أكتوبر ٢٠٢٤

متحف MOCO للفن المعاصر

متحف الفن الحديث والمعاصر Stedelijk Museum

خرجت من متحف فان غوخ باحثاً عن قهوة، فوجدت مقهى لطيف شربت فيه قهوة وجربت فيه الوافل الهواندي الطازج وكان أفضل مما جربته في اليوم الأول.

كانت الساعة وقتها تشير إلى الثانية ظهراً وكان علي أن اختار ما بين المضي في زيارة المتاحف أو الانضمام إلى جولة تعريفية بأمستردام مشياً على الأقدام مع مرشد ثقافي كنت قد خططت للانضمام لها مسبقاً، ونظراً لأن هذا يومي الأخير في أمستردام وبما أنني أفضل استغلال الرحلات المنفردة من دون العائلة لاستمتاع بالمتاحف بروقان واستغراق ما يلزمني من الوقت فيها فقررت المضي في زيارة المتاحف الفنية.

متحف MOCO للفن المعاصر

ذهبت قاصداً متحف الفن الحديث، وعندمات وصلت شعرت بأن المتحف صغير للغاية ولا يوحي بأنه متحف الفن الحديث الشهر في أمستردام، وعندما سألت تبين لي بأني دخلت بالغلط متحفاآ آخرا للفن الحديث والمعاصر عل ىالرغم من أن تقيماته في المواقع جداً مرتفعة. اسم المتحف MOCO وهو فرع من سلسلة متاحف متواجدة كذلك في برشلونة ولندن، مخصص لأعمال أبرز الفنانين المعاصرين. المتحف صغير للغاية حيث يقع في فيلا تاريخية ولكنه يحتوي على قدر ممتاز من الأعمال القيمة.

المتحف من الخارج
المتحف من الداخل

أعمال للفنان البريطاني روبي وليمز اللذي عُرف في السابق كمغني شهير، تعكس معاناته مع الأمراض النفسية ومحاولته للتعبير عنها:

من أعمال فنان الغرافيتي الشهير بانكسي، العمل الثاني رسمه على جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية:

 

عمل لجيف كونز الذي اشتهر بأنه صاحب أغلى عمل فني لفنان معاصر (الأرنب المعدني) الذي بيع بمبلغ ٩٠ مليون دولار:

أما العمل الأكثر سخافة فهو هذا لجان ميشيل باسكيت:

على كل حال، المتحف صغير ويستغرق التجول فيه بأكمله حوالي الساعة. انطلقت بعدها نحو متحف Stedelijk والذي افتتح في عام ١٨٩٥، وهو من أشهر متاحف أوربا للفن الحديث.

 

مدخل المتحف
المتحف من الداخل

يتضمن المعرض مجموعة من الأعمال لأسماء لامعة مثل بيكاسو وكندينسكي وجاكسون بولوك وموندريان وغيرهم. ويستعرض محاولات تجديدية فنية من شرق أوربا، وأعمال مرتبطة بالكولونيالية والمستعمرات السابقة.

من الأعمال التجريدية:

عمل لمارلو موس
عمل لموندريان
عمل لجاكسون بلولك
عمل لجاكسون بولوك

من أعمال المرتبطة بالمستعمرات السابقة، حيث يستلهم هذا العمل نقوشات تقليدية من إندونيسيا:

من الأعمال التجديدية في شرق أوربا:

قسم للأعمال المفاهيمية المعاصرة:

على كل حال، يفتح الفن المعاصر الباب للنقاش حول الفن وشكله ومضمونه ووظيفته وغاياته، وهو نقاش واسع لابد وأن يؤدي إلى التفكر في المبادئ الفلسفة للحداثة ونظرتها للأنسان والوجود وكيف أثر كل ذلك في تحوير مسار الفن في العصر الحديث.

خرجت من المتحف وكان أمامي حوالي الـ ٣ ساعات تفصلني عن حضور حفل موسيقي كلاسكي في أحد المسارح التاريخية في أمستردام. قررت أن استغل الوقت في التجول مشياً في منطقة جوردان الشهيرة.

مررت في طريقي على مزار شهير في أمستردام وهو متحف آن فرانك.

الازدحام أمام متحف آن فرانك

وآن فرانك هي يهودية كانت تعيش مع عائلتها في أمستردام أبان الاحتلال النازي لها، حيث اختبؤوا في مكان سري في هذا المنزل لمدة عامين حتى قُبض عليهم وأعدموا، ولكن آن فرانك كسبت شهرتها بسبب كتابتها لمذكرات يومية توثق فيها المعاناة التي مروا بها يوماً بيوم، حيث عٌثر على المذكرات سليمة وطبعت لاحقاً وحققت شهرة وانتشار واسعين. وبغض النظر عن وجوب التعاطف الإنساني مع معاناة أي إنسان في هذا العالم، إلا أن المتحف والقصة التي تحيط به هو جزء من البروبغاندا الصهيونية للترويج لقضيتهم والترويج لشرورهم الحالية في فلسطين، وإبقاء الضمير الأوربي في حالة تأنيب ذاتي مستمر لجرائم النازية نحو اليهود تضمن للصهاينة استمرار كسب التعاطف والتأييد من السذج ومن تنطلي عليه هذه الحيل.

ثم تناولت وجبة شهية في مطعم إندونيسي. وإندونيسيا كانت مستعمرة هولندية سابقاً حتى عام ١٩٦٠. يعيش الآن في هولندا عدد كبير ممن ينحدرون من أصول إندونيسية هاجروا إليها في ستينات وسبعينات  القرن الماضي، حيث اندمجوا فيها واصبحوا جزءاً من نسيج المجتمع الهولندي.

وجبة إندونيسية لذيذة

انطلقت بعدها قاصداً المسرح الملكي الذي انتهى بناؤه في عام ١٨٨٨، لحضور عرض لموسيقار هولندي عالمي شهير يدعى ياب فان زويدن.

المسرح من الخارج
الممر المؤدي إلى القاعة
قاعة المسرح

وانتهى بنهاية هذا العرض يومي الثاني في أمستردام.

✍️ بقلم:

سالم باعارمة

أحدث التدوينات

30 يونيو 2024

Scroll to Top